الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :
مابقي من ليالي رمضان وما يستحب فيها من الأعمال
وكيف كان حال النبي في هذه العشر؟
وفيها بيان لليله القدر وفضل العمل فيها مع بيان أسباب مغفرة الذنوب في رمضان.
خير الكلام ما قل ودل
(عن عائشة رضي الله عنها، قالت: { كان رسول الله إذا دخل العشر شدّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله } وفي رواية: { أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد، وشد المئزر } [رواه البخاري ومسلم].
أسباب المغفرة في رمضان
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى عليه وسلم قال: { من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه }رواه مسلم وعنه قال: قال : { من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه } [ رواهما البخاري ومسلم ].
ومنها:
إحياء الليل .
أن النبي كان يشدّ المئزر
اغتساله بين العشاءين .
الاعتكاف
وينبغي لمن يرجو العتق في شهر رمضان من النار أن يأتي بأسباب توجب العتق من النار، وهي متيسرة في هذا الشهر؛ ففي صحيح ابن خزيمه: ( فاستكثروا فيه من أربع
اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله والاستغفار. وأما اللتان لا غناء لكم عنهما فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار ).(قال العلامة الالباني في السلسلة الضعيفة (منكر) )
فهذه الخصال الأربع المذكورة في هذا الحديث كل منها سبب للعتق والمغفرة. فأما كلمة التوحيد فإنها تهدم الذنوب وتمحوها محواً، ولا تبقي ذنباً، ولا يسبقها عمل، وهي تعدل عتق الرقاب الذي يوجب العتق من النار. وأما كلمة الاستغفار فمن أعظم أسباب المغفرة، فإن الاستغفار دعاء بالمغفرة، ودعاء الصائم مستجاب في حال صيامه وعند فطره، وأنفع الاستغفار ما قارنته التوبة، فمن استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود، وعزمه أن يرجع إلى المعاصي بعد الشهر ويعود، فصومه عليه مردود، وباب القبول عنه مسدود. وأما سؤال الجنة والاستعاذة من النار فمن أهم الدعاء، وقد قال النبي : { حولهما نُدَندنُ } [رواه أبو داود وابن ماجة].
وداعاً رمضان
عباد الله، إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل، ولم يبق منه إلا القليل، فمن منكم أحسن فيه فعليه التمام، ومن كان فرط فليختمه بالحسنى، فالعمل بالختام، فاستمتعوا منه فيما بقى من الليالي اليسيرة والأيام، واستودعوه عملاً صالحاً يشهد لكم به عند الملك العلام، وودِّعُوه عند فراقه بأزكى تحية وسلام.
يا شهر رمضان ترفّق، دموع المحبين تُدفَق، قلوبهم من ألم الفراق تَشَقّق، عسى وقفة للوداع تطفىء من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعة توبة وإقلاع ترفو من الصيام كل ما تخرّق، عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق، عسى أسير الأوزار يُطلَق، عسى من استوجب النار يُعتق، عسى رحمة المولى لها العاصي يُوفّق.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أسأل الله تعالى أن ينفع بها المسلمين،
وأن يهدينا جميعاً إلى الحق والدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه
مقتبس ومختصر بتصرف
من كتاب ( لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف )
للحافظ ابن رجب الحنبلي،
اسم الكتاب : لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف
اسم المصنف : الحافظ ابن رجب الحنبلي
رابط التحميل : لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف
نبذة عن الكتاب :
كتاب يبحث في فضائل الشهور والايام والآيات والاحاديث الواردة في فضلها وكيفية اعتناقها بالعبادة لله سبحانه وتعالى مثل شهر رمضان ونصف شعبان ويوم عاشوراء وايام . العيد وليلة القدر وغير ذلك من شهور وايام السنة المباركة